كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> قال القيصري‏:‏ المنكر والمعروف ضدان كالليل والنهار إذا ظهر هذا غاب هذا، وفي ‏[‏ص 441‏]‏ ذلك حكمة عظيمة لمن تفطن لها فإن المعروف مأخوذ من العرف الذي هو العادة التي عرفها الناس والمنكر هو الذي أنكرته العقول والقلوب عند رؤيته فالمنكر لا أصل له فإنه مجهول ومنكور في أصل الخلقة فإن المعروف الحق الذي لم يزل ولا يزال هو اللّه ومخلوقاته في الملك والملكوت والعرش والجبروت لم تعرف إلا إياه رباً ولم تعرف طاعة إلا طاعته فكان التعبد له والقيام بحقه هو المعروف فقط فلما خلق آدم عليه السلام وخلق وإبليس وذريتهما وحدثت المعاصي عن الثقلين صار العصيان منكراً أي أنكره العقل لأنه لم يألفه ولم يعهده ولا له أصل في العرف المتقدم ولهذا إذا كان المنكر مخفياً غير ظاهر لا يضر غير صاحبه الذي ظهر على قلبه وحوارحه فقط لأنه شبيه بأصله لم يعرفه أحد فإذا ظهر وفشى وجب تغييره ورده إلى أصله بإنكار النفس واللسان واليد حتى لا يبقى إلا المعروف الذي لم يزل معروفاً قديماً وحديثاً‏.‏

- ‏(‏طب عم أبي أمامة‏)‏ الباهلي‏.‏

2246 - ‏(‏إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غداً في الآخرة‏)‏ يعني في الزمن اللاحق بعد الموت وذلك لأن البطنة تذهب الفطنة وتنوم وتثبط عن الطاعات فيأتي يوم القيامة وهو جيعان عطشان وأهل الجوع في الدنيا ينهضون للعبادة فيتزودون منها للآخرة فيأتون يوم القيامة وقد قدموا زادهم فلقوه وأهل الشبع في الدنيا يقدمون ولا زاد لهم ولهذا قال الداراني‏:‏ مفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الآخرة الجوع وأمثل كل خير في الدارين الخوف‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال المنذري إسناده حسن وقال الهيثمي فيه يحيى بن سليمان القرشي الحضرمي وفيه مقال وبقية رجاله ثقات‏.‏

2247 - ‏(‏إن أوثق‏)‏ أي من أوثق ‏(‏عرى الإسلام‏)‏ أي أكثرها وثاقة أي قوة وثباتاً ‏(‏أن تحب في اللّه وتبغض في اللّه‏)‏ -فالمراد محبة الصالحين وبغض الكافرين والحالة الغير المرضية من المسلمين- أي لأجله لا لعلة والوثيق كما في الصحاح الشيء المحكم وفي المصباح وثق الشيء وثاقة قوي وثبت فهو وثيق ثابت محكم والعرى جمع عروة وعروة القميص معروفة وعروة الكوز أذنه قال في المصباح‏:‏ وقوله عرى الإسلام على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها وقال الزمخشري تستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه‏.‏

- ‏(‏حم ش هب عن البراء‏)‏ ابن عازب قال الهيثمي فيه ليث بن سليم ضعفه الأكثر‏.‏

2248 - إن أولى الناس باللّه‏)‏ أي من أخصهم برحمته وغفرانه والقرب منه في جنانه من الولي القرب ‏(‏من بدأهم بالسلام‏)‏ أي أقربهم من اللّه بالطاعة من بدأ أخاه المسلم بالسلام عند ملاقاته لأنه السابق إلى ذكر اللّه والسلام تحية المسلمين وسنة المرسلين قال في الأذكار‏:‏ وينبغي لكل أحد من المتلاقيين أن يحرص على أن يبتدىء بالسلام لهذا الحديث روى إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردّوا عليه كان له عليهم فضل لأنه ذكرهم بالسلام وإن لم يردّوا عليه ردّ عليه ملأ خير منهم وأطيب- اهـ‏.‏

‏(‏د عن أبي أمامة‏)‏ صدى بن عجلان الباهلي قيل يا رسول اللّه الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام فذكره قال في الأذكار والرياض‏:‏ إسناده جيد وظاهر صنيع المصنف أن أبا داود قد تفرد به من الستة والأمر بخلافه بل رواه الترمذي وابن ماجه‏.‏

2249 - ‏(‏إن أولى الناس بي يوم القيامة‏)‏ أقربهم مني يوم القيامة وأولاهم بشفاعتي وأحقهم بالإفاضة من أنواع الخيرات ودفع المكروهات ‏(‏أكثرهم عليّ صلاة‏)‏ في الدنيا لأن كثرة الصلاة تدل على نصوح العقيدة وخلوص ‏[‏ص 442‏]‏ النية وصدق المحبة والمداومة على الطاعة والوفاء بحق الواسطة الكريمة ومن كان حظه من هذه الخصال أوفر كان بالقرب والولاية أحق وأجدر قالوا وهذه منقبة شريفة وفضيلة منيفة لأتباع الأثر وحملة السنة فيا لها من منة -إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم وقال أبو نعيم هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الأثر ونقلتها لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم أكثر ما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكراً- ‏(‏تخ ت حب عن ابن مسعود‏)‏ وقال الترمذي حسن غريب وقال ابن حبان صحيح وفيه موسى بن يعقوب الزمعي قال النسائي ليس بقوي لكن وثقه ابن معين وأبو داود وساق له ابن عدي عدة أحاديث استنكرها وعد هذا منها‏.‏

2250 - ‏(‏إن أول ما يجازى به‏)‏ العبد ‏(‏المؤمن بعد موته‏)‏ على عمله الصالح ‏(‏أن يغفر‏)‏ بالبناء للمفعول ويجوز للفاعل وهو اللّه تعالى ‏(‏الجميع من تبع جنازته‏)‏ أي شيعها من ابتداء خروجها إلى انتهاء دفنه وفي رواية بدل من تبع جنازته من شيعه وبه يعلم أن المراد بمن تبع من شيع وإن كان أمامه لا خلفه وفيه شمول للكبائر وفضل اللّه واسع لكن قياس نظائره الصغائر وإذا كان مما يجازى به الغفران لغيره لأجله فالغفران له هو من باب أولى وهل اللام للاستغراق أو الجنس فيشمل حتى الفاسق المصر أو هي للعهد والمعهود المؤمن الكامل أو التائب احتمالات ويظهر أن الكلام في الرجال لقوله للنساء في الخبر المار ارجعن مأزورات غير مأجورات‏.‏

- ‏(‏عبد بن حميد والبزار‏)‏ في مسنده ‏(‏هب عن ابن عباس‏)‏ وضعفه المنذري قال الهيثمي فيه مروان بن سالم الشامي ضعيف وفي الميزان مروان بن سالم قال الدارقطني متروك والشيخان وأبو حاتم منكر الحديث ثم ساق له مناكير ذا منها وقال عقبه هذا منكر اهـ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات‏.‏

2251 - ‏(‏إن أول الآيات‏)‏ أي علامات الساعة ‏(‏خروجاً‏)‏ أي ظهوراً تمييز ‏(‏طلوع الشمس من مغربها‏)‏ قال ابن كثير‏:‏ أي أول الآيات التي ليست مألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج قبلها لأنها أمور مألوفة إذ هم مثلهم بشر ‏(‏وخروج الدابة‏)‏ -وذلك أول الآيات الأرضية كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية وروى أنها جمعت من كل حيوان فرأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن إبل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصل اثني عشر ذراعاً- هذا غير مألوف أيضاً فإنها تخرج ‏(‏على الناس ضحى‏)‏ بضم الضاد وفتحها على شكل غريب غير معهود وتخاطب الناس وتسمهم بالإيمان أو الكفر وذلك خارج من مجاري العادات ‏(‏فأيتهما كانت قبل صاحبتيها فالأخرى على أثرها‏)‏ بفتح الهمزة أي عقبها وقد بقي منها بقية ‏(‏قريباً‏)‏ صفة لمصدر محذوف تأكيداً لما قبله أي فالأخرى تحصل على أثرها حصولاً قريباً فطلوع الشمس أول الآيات السماوية والدابة أول الآيات الأرضية بالمعنى المذكور وحكمة جعل طلوعها من مغربها آية مقاربة قيام الساعة الإيماء إلى قرب طلوع جميع الأرواح من الأشباح ذكره الحرالي‏.‏

- ‏(‏حم م د ه‏)‏ في الفتن كلهم ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن العاص لم يخرجه البخاري بهذا اللفظ‏.‏

2252 - ‏(‏إن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم مختلفين‏)‏ أي في العقائد والمذاهب والآراء والأقوال والأفعال ‏[‏ص 443‏]‏ وهذا منصوب على الحال أو المعنى فإنهم لا يزالون كذلك ‏(‏متفرقين‏)‏ عطف تفسير وقد يدعى أن بينهما عموماً وخصوصاً ‏(‏فمن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر‏)‏ أي بكل ما بعد الموت ‏(‏فلتأتيه منيته‏)‏ أي فليجىء إليه الموت ‏(‏وهو‏)‏ أي والحال أنه ‏(‏يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه‏)‏ أي يفعل معهم ما يحب أن يفعلوه هم معه وبذلك تنتظم أحوال الجمهور ويرتفع الخلاف والتفور وتزول الضغائن من الصدور‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي فيه المفضل بن معروف ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

2253 - ‏(‏إن أول‏)‏ أي من أول ‏(‏ما يسأل عنه العبد‏)‏ قال الطيبي‏:‏ ما مصدرية ‏(‏يوم القيامة من النعيم أن يقال‏)‏ أي أن سؤال العبد هو أن يقال ‏(‏له‏)‏ من قبل اللّه تعالى ‏(‏ألم نصح لك جسمك‏)‏ أي جسدك وصحته أعظم النعم بعد الإيمان ‏(‏ونرويك-هو بإثبات الياء فيحتمل أنه معطوف على المجزوم وفيه إثبات حرف العلة مع الجازم وهو لغة ويحتمل أنه منصوب بعد واو المعية- من الماء البارد‏)‏ الذي هو من ضرورة بقائك ولولاه لفنيت بل العالم بأسره ولهذا كان جديراً بالسؤال عنه والامتنان به وهذا هو المراد بقوله تعالى ‏{‏ثم لتسألن يومئذ عن النعيم‏}‏ وقيل هو شبع البطون وبرد الشراب ولذة النوم وقيل الصحة والفراغ وقيل سلامة الحواس وقيل الغداء والعشاء وقيل تخفيف الشرائع وتيسير القرآن، وقيل ما سوى كنّ يأويه وكسرة تقويه وكسوة تغنيه يسأل عنها ويحاسب عليها وقيل وقيل‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في التفسير ‏(‏ك‏)‏ في الأطعمة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وقال المناوي سند الترمذي جيد‏.‏

2254 - ‏(‏إن باب الرزق مفتوج من لدن العرش‏)‏ أي من عنده ‏(‏إلى قرار بطن الأرض‏)‏ أي السابعة ‏(‏يرزق اللّه كل عبد‏)‏ من إنس وجن ‏(‏على قدر همته ومهنته‏)‏ في الإنفاق على من يمونه ووجوه القرب فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له كما في خبر آخر وفي رواية بدل يرزق إلخ ينزل اللّه تعالى إلى عباده أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته إن اللّه تعالى لا يحب السخاء ولو بفلق تمرة ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب اهـ بنصه ولدن ظرف بمعنى عند ذكره بعضهم وقال بعض المحققين ولدن من وعند الظروف المكانية لكن فرق النجاة بينهما بأن عند يجوز كونه بحضرته وفي ملكه ولدن مختص بالحضرة قال في المصباح وقرار الأرض المستقر الثابت والهمة بالكسر أول العزم وقد يطلق على العزم القوي فيقال له همة عالية والنهمة ولوع الهمة بالشيء والنهم بفتحتين إفراط الشهوة كما في الصحاح وغيره‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ وكذا ابن عدي كلاهما عن علي بن سعيد بن بشير عن أحمد بن عبد اللّه بن نافع بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ‏(‏عن الزبير‏)‏ بن العوام قالت أسماء قال لي الزبير مررت برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجبذ عمامتي بيده فالتفت إليه فقال يا زبير إن باب الرزق إلخ أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال لي عبد اللّه يروي الموضوعات عن الأثبات اهـ وأقره على ذلك المؤلف في مختصر الموضوعات‏.‏

2255 - ‏(‏إن بني إسرائيل‏)‏ أولاد يعقوب العبد المطيع ومعناه ‏[‏ص 444‏]‏ عبد اللّه فإسرا هو العبد أو الصفوة وإيل هو اللّه، عبري غير مشتق ‏(‏لما هلكوا قصوا‏)‏ أي لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص وعولوا عليها واكتفوا بها وفي رواية لما قصوا هلكوا أي لما اتكلوا على القول وتركوا العمل كان ذلك سبب إهلاكهم وكيفما كان ففيه تحذير شديد من علم بلا عمل‏.‏

- ‏(‏طب والضياء‏)‏ المقدسي في المختارة ‏(‏عن خباب‏)‏ بالتشديد ابن الأرت بالمثناة ورواه بلفظ لما قصوا ضلوا ثم حسنه قال عبد الحق وليس مما يحتج به‏.‏

2256 - ‏(‏إن بين يدي الساعة‏)‏ أي أمامها مقدماً على وقوعها ‏(‏كذابين‏)‏ قيل هم نقلة الأخبار الموضوعة وأهل العقائد الزائغة وغيرهم ممن ينسب نفسه إلى العلم وهو كالرجال في الجدال وإبليس في التلبيس ‏(‏فاحذروهم‏)‏ أي خافوا شر فتنتهم به واستعدوا وتأهبوا لكشف عوارهم وهتك أستارهم وتزييف أقوالهم وتقبيح أفعالهم ليحذرهم الناس ويبور ما جاؤوا به من الالباس والبأس وقيل أراد المسرعين للإمامة الموعودة الخاتمة لدائرة الولاية المدعين للنبوة وقيل غير ذلك والحمل على الأعم أفيد وأتم‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الفتن ‏(‏عن جابر بن سمرة‏)‏ عزو المصنف ذلك بجملته لمسلم غير سديد فإن قوله فاحذروهم ليس في مسلم بل جاء في رواية غيره ونوزع فيه بأنه من قول جابر لا من تتمة الحديث‏.‏

2257 - ‏(‏إن بين يدي الساعة‏)‏ أي أمام قيامها ‏(‏لأياماً‏)‏ نكرها لمزيد التهويل وقرنه باللام لمزيد التأكيد ‏(‏ينزل فيها الجهل‏)‏ يعني به الموانع المانعة عن الاشتغال بالعلم ‏(‏ويرفع فيها العلم‏)‏ بموت العلماء فكلما مات عالم يرفع العلم بالنسبة إلى فقد حامله وينشأ عن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء ‏(‏ويكثر فيها الهرج‏)‏ بسكون الراء ‏(‏والهرج‏)‏ هو ‏(‏القتل‏)‏ -ونسب التفسير لأبي موسى وأصل الهرج في اللغة العربية الاختلاط يقال هرج الناس اختلطوا واختلفوا وأخطأ من قال نسبة تفسير الهرج بالقتل للسان الحبشة وهم من بعض الرواة وإلا فهي عربية صحيحة ووجه الخطأ أنها لا تستعمل في اللغة العربية بمعنى القتل وكثيراً ما يسمون الشيء باسم ما يؤول إليه واستعمالها في القتل بطريق الحقيقة هو بلسان الحبشة- وفي رواية والهرج بلسان الحبشة القتل وأصله لغة الفتنة والاختلاف والاختلاط كما في الصحاح -وذكر صاحب المحكم معاني أخر أي الهرج ومجموعها سعة القتل وكثرة القتل والاختلاط والفتنة في آخر الزمان وكثرة النكاح وكثرة الكذب وكثرة النوم وما يرى في النوم غير منضبط وعدم الإتقان للشيء وقال الجوهري أصل الهرج الكثرة في الشيء يعني حتى لا ينتهي- قال ابن بطال‏:‏ وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناه عياناً فقد نقص العلم وظهر الجهل وعمت الفتن وكثر القتل قال ابن حجر‏:‏ يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير مع وجود مقابله والمراد من الحديث استعمال ذلك حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر والواقع أن هذه الصفات وجدت مبادئها من عصر الصحابة ثم صارت تكثر في بعض الأماكن دون بعض وكلما مضت طبقة ظهر البعض الكثير في التي تليها وإليه يشير الحديث الآتي لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه وفيه حث على اقتباس العلوم الدينية قبل هجوم تلك الأيام الرديئة‏.‏

- ‏(‏حم ق عن ابن مسعود‏)‏ ‏(‏وأبي موسى‏)‏ الأشعري أيضاً‏.‏

2258 - ‏(‏إن بيوت اللّه تعالى‏)‏ أي الأماكن التي يختارها ويصطفيها لتنزلات رجمته وملائكته ‏(‏في الأرض‏)‏ هي ‏[‏ص 445‏]‏ المساجد ‏(‏وإن حقاً على اللّه أن يكرم من زاره‏)‏ يعني من عبده ‏(‏فيها‏)‏ حق عبادته وقد ورد هذا بمعناه من كلام اللّه في الكتب السماوية القديمة، قال حجة الإسلام‏:‏ قال اللّه تعالى في بعض الكتب‏:‏ إن بيوتي في أرضي المساجد وإن زواري فيها عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ عبد اللّه‏.‏

2259 - ‏(‏إن تحت كل شعرة‏)‏ من بدن الإنسان ‏(‏جنابة‏)‏ قال الخطابي‏:‏ ظاهره يوجب نقض الضفائر لغسل الجنابة أو نحوها إذ لا يتيقن غسل شعره كله إلا بنقضها اهـ‏.‏ أي فإن فرض وصول الماء بدون النفض لم يجب عند الشافعية ومذهبهم أيضاً أنه لا يجب غسل باطن شعر انعقد بنفسه ‏(‏فاغسلوا الشعر‏)‏ قال مغلطاي‏:‏ حمله الشافعي في القديم على ما ظهر دون ما بطن من داخل الفم والأنف اهـ ‏(‏وانقوا البشرة‏)‏ بالنون-والقاف من الإنقاء والبشرة ظاهر الجلد أي اجعلوه نقياً بأن يغمره الماء بعد إزالة المانع وقيل المراد بإنقاء البشرة غسل الفرج وتنظيفه كنى عنه بالبشرة- قال الطيبي‏:‏ علل الوصف بالظرف وهو لفظه تحت ثم رتب عليه الحكم بالفاء وعطف عليه وأنقوا للدلالة على أن الشعر قد يمنع وصول الماء كما أن الوسخ يمنع ذلك فإذن يجب استقصاء الشعر بالغسل وتنقية البدن عن الوسخ ليخرج المكلف عن العهدة بيقين اهـ قال البهيقي وفيه دليل على وجوب استعمال الماء الناقص وتكميله بالتيمم -واحتج بعضهم في إيجاب المضمضة بقوله وأنقوا البشرة وزعم أن داخل الفم من البشرة وهذا خلاف قول أهل اللغة لأن البشرة عندهم هي ما ظهر من البدن فباشره البصر من الناظر إليه- قال ابن عيينة‏:‏ والمراد بإنقاء البشرة غسل الفرج وتنظيفه كنى عنه بها‏.‏

- ‏(‏د ت ه عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر صنيعه أن مخرجيه خرجوه ساكتين ولم يطعنوا في سنده والأمر بخلافه فقد قال أبو داود فيه الحارث بن وجيه حديثه منكر وهو ضعيف وقال الترمذي حديثه غريب وهو شيخ ليس بذلك وقال الدارقطني غريب تفرد به مالك بن دينار وعنه الحارث المذكور وجزم البغوي بضعف الحديث جداً وقال ابن حزم خبر لا يصح وقال الذهبي فيه الحارث بن وجيه واه وإنما يروى من قول أبي هريرة رضي اللّه عنه وقال الحافظ ابن حجر مداره على الحارث ابن وجيه وهو ضعيف جداً قال الشافعي هذا الحديث غير ثابت وقال البيهقي أنكره البخاري وغيره إلى هنا كلامه وبعد أن استبان لك شدة ضعفه علمت أن المصنف لم يصب في إيثاره وإهمال ما هو بمعناه وهو حديث صحيح كما جزم به ابن حجر وهو خبر أبي داود وابن ماجه عن علي مرفوعاً‏:‏ من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسلها فعل به كذا وكذا الحديث بتمامه‏.‏

2260 - ‏(‏إن جزءاً من سبعين جزءاً من النبوة‏)‏ وفي رواية أقل فالعدد إما للمبالغة في أكثره أو مختلف باختلاف الناس وقد مرّ ‏(‏تأخير السحور‏)‏ بضم السين أي تأخير الصائم الأكل بنيته إلى قبيل الفجر ما لم يقع في الشك ‏(‏وتبكير الفطر‏)‏ يعني مبادرة الصائم إلى الفطر بعد تحقق الغروب ‏(‏وإشارة الرجل‏)‏ يعني المصلي ولو أنثى أو خنثى فذكر الرجل وصف طردي ‏(‏بأصبعه في الصلاة‏)‏ لعل المراد به رفع السبابة في التشهد عند قوله إلا اللّه فإنه مندوب وهل يحركها وجهان للشافعية الأصح عندهم المنع قال الفارسي والتبكير هنا الإسراع والتعجيل ولم يرد تكرر الغدو والصباح‏.‏

- ‏(‏عب عد‏)‏ وكذا الطبراني ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وفيه عمرو بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي حازم قال في الميزان عمرو أو أبو حازم لا يعرف‏.‏

‏[‏ص 446‏]‏ 2261 - ‏(‏إن جهنم-وأوله كما في أبي داود عن أبي قتادة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه ذكر الصلاة نصف النهار أي وقت الاستواء إلا يوم الجمعة وقال إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة- تسجر‏)‏ بسين مهملة فجيم توقد ومنه البحر المسجور ‏{‏وإذا البحار سجرت‏}‏ ‏(‏إلا يوم الحمعة‏)‏ بالنصب أي فإنها لا تسجر فيه وسره أنه أفضل الأيام عند اللّه، ويقع فيه من العبادة والابتهال ما يمنع من سجر جهنم فيه ولذا تكون معاصي أصل الإيمان فيه أقل منها في غيره حتى إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في غيره قال البعض والظاهر أن المراد منه سجر جهنم في الدنيا وأنها توقد في كل يوم إلا يوم الجمعة وأما يوم القيامة فإنه لا يفتر عذابها ولا يخفف عن أهلها الذين هم أهلها يوماً ما‏.‏

<تنبيه> قال القرطبي عقب إيراده هذا الحديث ولهذا المعنى كانت النافلة جائزة في يوم الجمعة عند قائم الظهيرة دون غيرها من الأيام‏.‏

- ‏(‏د عن أبي قتادة‏)‏ الأنصاري ظاهر سكوت المصنف عليه أن مخرجه أقره والأمر بخلافه بل أعله بالانقطاع كما نقله الحافظ العراقي وغيره وأقروه فسكوت المصنف عنه غير صواب‏.‏

2262 - ‏(‏إن حسن الخلق‏)‏ بالضم ‏(‏ليذيب الخطيئة‏)‏ أي يمحو أثرها ويقطع خبرها ‏(‏كما تذيب الشمس‏)‏ أي حرارة ضوئها ‏(‏الجليد‏)‏ -الجليد بالجيم وآخره مهملة بوزن فعيل الماء الجامد يكون في البلاد الشديدة البرد والمراد بالخطيئة الصغيرة- وهو كما في الصحاح ندى يسقط من السماء فيجمد على الأرض قال الزمخشري‏:‏ ومن المجاز لك جامد هذا المال وذائبه قال الغزالي‏:‏ الخلق الحسن أفضل أعمال الصديقين وهو على التحقيق شطر الدين وهو ثمرة مجاهدة المتقين ورياضة المتعبدين والأخلاق السيئة هي السموم القاتلة والهلكات الدامغة والمخازي الفاضحة والرذائل الواضحة‏.‏

- ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏مكارم الأخلاق عن أنس‏)‏ ابن مالك‏.‏

2263 - ‏(‏إن حسن الظن باللّه‏)‏ أي بأن يظن أن اللّه يغفر له ويعفو عنه ‏(‏من حسن عبادة اللّه‏)‏ تعالى أي حسن ظنه به من جملة حسن عبادته فيظن أنه يعطف على ضعفه وفقره ويكشف ضره ويغفر ذنبه بجميل صفحه فيعلق آماله به لا بغيره ويحتمل أن معنى من حسن العبادة أنه كلما أحسن الأدب في عبادة ربه حسن ظنه بأنه يقبلها وكل ما شاهد توفيقه لفعلها حسن ظنه في عفوه عن زللّها ومن لا يحسن أدبه في خدمة ربه يتوهم أنه يحسن الظن وهو مغرور ‏{‏ولا يغرنكم باللّه الغرور‏}‏ فيراه يأتي بصورة عبادة بغير أدب ويؤمل القبول ويسيء الظن بسيده في ضمان رزقه فيحرص عليه ويأخذه من غير حله ويسيء الظن به في الشدائد فيفزع إلى غيره ويسيء الظن به في الخلق فلا ينفق في طاعته ويحقق ظن عدوه وشيطانه فيستجيب له في بخله فهو مطلوب محبوب لكن مع ملاحظة مقام الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن أي إن لم يغلب القنوط وإلا فالرجاء أولى ولا أمن من المكر وإلا فالخوف أولى ثم هذا كله في الصحيح أما المريض لا سيما المحتضر فالأولى في حقه الرجاء‏.‏

- ‏(‏حم ت ك‏)‏ في التوبة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي عليه‏.‏

2264 - ‏(‏إن حسن العهد‏)‏ أي الوفاء والخفارة ورعاية الحرمة ‏(‏من الإيمان‏)‏ أي من أخلاق أهل الإيمان ومن خصائلهم أو من شعب الإيمان ويكفي الموفي بالعهد مدحاً وشرفاً قول من علت كلمته والموفون بعهدهم إذا عاهدوا وقد ‏[‏ص 447‏]‏ تظافرت على حسن العهد مع الإخوان والخلان أهل الملل والنحل وأعظم الناس وفاء بذلك ومحافظة عليه وإن تقادم عهده‏:‏ الصوفية، وأنشد بحضرة العارف الشاذلي‏:‏

رأى المجنون في البيداء كلبا * فجر له من الإحسان ذيلا * فلاموه لذاك وعنفوه

وقالوا لم أنلت الكلب نيلا * فقال دعوا الملامة إن عيني * رأته مرة في حي ليلي

فقال له كرر فلم يزل يتواجد وينتحب ثم قال جزاك اللّه خيراً يا بني على وفائك بعهدك إن حسن العهد من الإيمان والعهد لغة له معان منها حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال والمراد هنا عهد المعرفة المتقدمة‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الإيمان ‏(‏عن عائشة‏)‏ قالت جاءت إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم عجوز فقال من أنت قالت جثامة المزنية قال بل أنت حسانة المزنية كيف حالكم كيف كنتم بعد ذا قالت بخير فلما خرجت قلت تقبل هذا الإقبال على هذه قال إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان قال الحاكم على شرطهما ولا علة له وأقره الذهبي‏.‏

2265 - ‏(‏إن حقاً على اللّه أن لا يرتفع شيء من أمر الدنيا إلا وضعه‏)‏ أي أن عدم الارتفاع حق على اللّه تعالى فعل متعلق بحقاً وأن لا يرتفع خبر إن وأن مصدرية فتكون معرفة والاسم نكرة ويمكن أن يقال على صفة حقاً أي حق ثابت على اللّه قاله الطيبي وهذا قاله صلى اللّه عليه وسلم لما سبقت ناقته العضباء كانت لا تسبق -وفي الحديث اتخاذ الإبل للركوب والمسابقة عليها وفيه التزهيد في الدنيا للإرشاد إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع وفيه حسن خلق النبي صلى اللّه عليه وسلم وتواضعه لكونه رضي أن أعرابياً يسابقه وعظمته في صدور أصحابه- وهذا تزهيد في الدنيا وحث على التواضع وهوانها عند اللّه تعالى وتنبيه على ترك الفخر والمباهاة وأن كل ما هان على اللّه ففي محل الصنعة قال بعض العارفين‏:‏ إن كنت أنت ذلك الشيء فانتظر وضع اللّه إياك وما أخاف على من هذه صفته إلا أنه تعالى إذا وضعه يضعه في النار، قال ابن بطال‏:‏ فيه هوان الدنيا على اللّه والتنبيه على ترك المباهاة والفخر وأن كل شيء هان على اللّه في محل الضعة فحق على كل ذي عقل أن يزهد فيها‏.‏ حكي أن رجلين تنازعا في جدار فأنطق اللّه لبنة منه فقالت كنت ملكاً ألف سنة ثم صرت رميماً ألفاً فأخذت مني خزفاً فانكسرت فاتخذت مني لبناً وأنا في هذا الجدار منذ كذا فلما تنازعا قال العوني‏:‏ سره أنه لما كان من ملوك الدنيا الفانية جعله اللّه في أحقر الدرجات إذ الأكثرون هم الأقلون والأعظمون هم الأحقرون بوم القيامة‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ في الجهاد ‏(‏د‏)‏ في الأدب ‏(‏ن‏)‏ كلهم ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وأما ما اشتهر على الألسنة من خبر ما عز شيء إلا وهان فلا أصل له كما قال السخاوي وما ذكره في معناه‏.‏

2266 - ‏(‏إن حقاً على المؤمنين أن يتوجع‏)‏ أي يتألم ‏(‏بعضهم لبعض‏)‏ مما ناله بنحو مصيبة ‏(‏كما يألم الجسد الرأس‏)‏ أي كما يـألم وجع الجسد الرأس فإن الرأس إذا اشتكى اشتكى البدن كله بالحمى وغيرها فكذلك المؤمنون حقاً إذا اشتكى بعضهم حق لهم التألم لأجله كلهم فالمؤمنون بأجمعهم جسد واحد كإنسان أحد اشتكى بعضه فتداعى كله فكذا المؤمن إذا أصيب أخوه بمصيبة فكأنه أصيب بها فيتألم لتألمه ومتى لم يفعل ذلك المؤمن مع المؤمنين فما ثبت أخوة الإيمان بينه وبينهم فإنه تعالى قد واخى بين المؤمنين كما واخى بين أعضاء جسد الإنسان‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ في كتاب ‏(‏التوبيخ عن محمد بن كعب القرظي‏)‏ بضم القاف وفتح الراء وبالمعجمة المدني من حلفاء الأوس وأبوه من سبي بني قريظة ‏(‏مرسلاً‏)‏ أي هو تابعي أرسل عن أبي ذر الغفاري وأبي هريرة وعائشة وابن الأرقم وغيرهم قال في الكاشف ثقة حجة‏.‏

‏[‏ص 448‏]‏ 2267 - ‏(‏إن حوضي من عدن‏)‏ بفتحتين بلد باليمن مشتق من عدن بالمكان أقام ‏(‏إلى عمان‏)‏ بفتح العين وشد الميم مدينة قديمة من أرض الشام ‏(‏البلقاء‏)‏ أي بالبلقاء بضم وتخفيف موضع عند البحرين وفي رواية بدل هذا من أيلة إلى عدن وفي أخرى ما بين أذرح وجرباء وفي رواية ما بين الكعبة وبيت المقدس ‏(‏ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل‏)‏ لم يقل من السكر لأنهم لم يكونوا يعرفونه ولا كان ببلادهم مع ما تميز به العسل من المنافع التي لا تكاد تحصى ‏(‏أكواب‏)‏ جمع كوب بالضم الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له ‏(‏عدد النجوم‏)‏ أي نجوم السماء ‏(‏من يشرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً‏)‏ قال القرطبي‏:‏ ظاهره أن الشرب منه بعد الحساب والنجاة من الأهوال إذ من وصل لمحل فيه النبي صلى اللّه عليه وسلم كيف يعاد للحساب أو يذوق نكال العذاب، فالقول به أوهى من السراب ‏(‏أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوساً‏)‏ أي المغبرة رؤوسهم ‏(‏الدنس ثياباً‏)‏ أي الوسخة أثوابهم ‏(‏الذين لا ينكحون‏)‏ النساء ‏(‏المتنعمات‏)‏ بمثناة فنون فعين مهملة شديدة وفي رواية المنعمات بنون فعين مشددة وما ذكره من أن لفظ الحديث المتنعمات أو المنعمات هو ما في نسخ لا تحصى لكن رأيت في نسخة المصنف بخطه المتنعمات والظاهر أنه سبق قلم ‏(‏ولا تفتح لهم السدد‏)‏ جمع سدة وهي كالظلة على الباب لوقاية نحو مطر أو الباب نفسه أو الساحة أمامه أو الصفة أو السقيفة وأيا ما كان فالمراد لا يؤذن لهم في الدخول على الكبراء ولا يؤهلون لمجالسة نحو الأمراء ‏(‏الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون‏)‏ بضم أوله بضبط المصنف ‏(‏الذي لهم‏)‏ أي الحق الذي لهم لضعفهم وإزراء الناس بهم واحتقارهم لهم‏.‏